الاثنين، 23 فبراير 2015

وهذا كل شئ

كُنت تَجِلس عَلى مِقعَد وَثيِر وَ خلفك حائط من زٌجاج مَكسور حَتماً سَينهار عَليك
تَوسلتُ إليكَ أن تَنهَض عَن مَكَانك فلا وقت للمناقشات هُنا ، وَ عيني بالزُجاجِ -من شدة الخوف- عَالقة
لم تهتم بكلامي بل أزعجك إلحاحي عليك ولم تكترث بنبرة الرُعب في صوتي ، كنت تبدو بملامحك الشاحبة ومزاجك الصاخب غير منتبه لما ستواجهه من أذى ، فخرجت أبحث عن غيري لعلك تسمع نصيحته .. لم أجد سوى سيدة في اواخر العقد الثالث من عمرها تجلس بهدوء ممزوج بكثير من الجمود تقلب في مجموعة صور ..
قولت لها وأنا ألهث من فرط إنفعالي: أرجوكِ ، لم يسمع لي .. حاولِ معه أنتِ !
لم تحول نظرها عن ما بين يديها وقالت: لن يسمع لأحد ، هكذا هو .. عنيد !
تركتها وعُدت إليك مرة أخرى .. ربما أنجح تلك المرة في إنتشالك من مصيرك المحتوم فما وجدت سوى تزايد كسور الزجاج الذي أوشك على الإنهيار .. و لم أفلح أيضاً فخرجت أبكي.
حدثتني عنك تلك السيدة التي لا أعرفها و يبدو أنها تعرفك جيداً ، أخذت تسرد لي تفاصيل شخصيتك
ثم أستيقظت من نومي مع آذان الفجر !

يا سيـدي ، ظل تلك الحُلم يطاردني طوال سبعة ليالٍ لم يفارقني
كِدتُ أجنّ من فرط تكراره و سخافة وقائعه
و الأسخف من الحُلم ، رد فِعلك عندما حكيتهُ لك .. اللامبالاه هى طبعك كما قالت السيدة !

لم يتوقف الحُلم إلا عندما فسرّهُ لِي الشيخ حيثُ قال:
"الزجاج المكسور ليس سِوى هم ثقيل يزداد بمرور الأيام سَيَسقُط على رأسه وحده لا محالة ، وبكاءك ما هو إلا فرج عظيم لكِ .. وتلك السيدة هى الدُنيا التي أدرى بأحوالكما و تُقلب فيها .. و إن صح تفسيري لن تحلمي ثانياً به"

كان للحلم وقع على نفسي غريب فقد رأيتك بحق .. أنت لست سئ على العكس طيب حدَّ السذاجة ، لَكِن .. بداخلك أجوف ، وروحك عجوز رغم أنك لم تتجاوز الاربعين بعد و تلك مُصيبتك !