الجمعة، 31 أكتوبر 2008

قـــــــط ناعم

((( قـــــــط ناعم)))




في منتصف العقد الخامس من عمره غير انه لايزال محتفظاً بمحيا جميل براءته مُـقنِعة كصدق .. الأديان مراراً اقتنص الفرص لأتأمل نقاءه راسمة إياه فارس الأحلام لمراهقةٍ مثلي تجاوزت الخامسة ً عشر بقليل.

قوام رشيق مفرود .. صوت دافئ عذب .. وجه طويل منحوت يبروزه شعرٌ أسود فاحم حريري الخصلات .. يعلو الوجه جبهه حرة ناصعة البياض زينها الخالق بحاجبين مرسومين اسفلهما عينان ناعستان أمتزجت فيهما الطيبة بالدهاء يحرسهما جيشاً من الاهداب .. أنفه كالسيف وذقنه قيصرية ووجنتان وثغر ومبسم ووو...
كرمه تجاوز الوصف .. كريم في أخلاقه في تصرفاته في عواطفه في عطاءه .. نموذج أمثل لأب وأخ وحبيب وصديق وابن وزوج .. تعجبت لحاله لما لم يتزوج مثله إلى الآن؟!!!
هل لجرح من حبيبة بلهاء هجرته؟!
او خائنة غبية خدعته ؟!
ربما لعاشقة غالية فارقته ..
ويحيا على الذكرى .. حيرني أمره .. إلى ان اقترب واقتربت...

في ليلة صيفية هادئه وهبني الحظ ساعة كاملة لنجلس سوياً منفردين.. كاد ان يغشى علي من فرط السعادة وانا اتفرسه في صمت ثم بدأنا نتجاذب اطراف الحديث فراح يسرد لي ذكريات خمسة وخمسون عاماً مَضت::

" كنت شاباً طائشاً .. عَطِش للدنيا وملذاتها .. لم ادخر وسعاً لأشباع نهمي .. ما من حرام إلا وذقته .. او ذنب إلا واقترفته كثيرا كان ذلك على سبيل التجربة ليس إلا .. دفنت ضميري كي لا يؤرقني فجمعت ثروتي بمنتهى السهولة حتى تساعدني على تحقيق رغباتي وإطفاء جزوة نزواتي ..
مانقصني شئ لأتصيد الحسان دون ان تصيدني واحدة ..
وسامة مفرطة .. رجولة كاملة .. ذكاءٍ حاد .. جاذبية ساحرة ولباقة تجذبهن فكيف لي ان اصدهن؟!!!
كنت أتبختر في بزتي العسكرية منذ السنة الاولى بالكلية الحربية .. أصطنع الثقل ولا ألهث وراء انثى اياً كانت فيولعن بي على تفاوت اعمارهن ..
لايضاهيني رجل في وسامتي او مركزي او مالي او نسبي ॥ فمن تلك التي تستحق أن أهبها لها وحدها رجولتي .. أنا ملك متوج على قلوبِ الحسنوات أنتقي منهن من اشتهي سعيداً بكل ماامتلكت"


فعلاً كلُ شئ ٍ مَلكت إلا قلب نقي .. ما أحقرك!!!







ليست هناك تعليقات: