الثلاثاء، 28 فبراير 2017

رفيقي وملاذي


نتشاجر بخصوص الهاتف لاحقاً يا عزيز، يخطر ببالي الآن أن أكمل لك تجربتي...

الاختلاف رحمة إلهية لا شك في حكمتها،
الجريمة أن تقتل حلم غيرك الذي لا يروق لك،
الغرور أن تجبر ابنك على ان يصبح مثلك،
والأنانية انها لم تتركني اكون ما اريد ولا حتى نجحت في أن تجعلني كما تريد
ذات يوم قالت لي بأستخفاف "انا عمري ما سمعتك في يوم قولتي انا نفسي ابقى كذا"
واجبتُها بإندهاش "عشان انتي عمرك ما سألتيني ولا إدتيلي فرصة اقول اللي في نفسي"
كنت لا اجرؤ على البوح بالحلم
لا املك الحديث عن مٓرسم خاص أو معارض للوحات أو دراسة عميقة في الرسم

هى لم تفهم ابداً ماتمثله لي رائحة الورق واصطفاف الأقلام بداخل العُلبة  
لم تشعر بمدى الهدوء الذي يسري في روحي بعد كل خط اخطه على ورقة  ..
للرسم سحر رهيب يشدني إليه رغماً عني،
{لا اعرف نفسي ولا اجدها بحق إلا حين ارسم}
وبقدر هذا كله كانت هى تكره الرسم ولا مكان لما ارسمه عندها سوى صندوق القمامة
بعد وصلة من السخرية او التجاهل لا تقل وجعاً عن لَسع الشموع!
مع مرور الوقت توقفت عن الرسم والأدهى خُيّل إلىّ أنني لم أكن يوماً لأرسُم
وكأن الرسم هو مأساتي وليس خلاصي ورفيقي وملاذي!

ظللت هكذا ياعزيز وقتاً طويلاً نحو ثلاثة سنوات إلى أن ساندني اصدقائي وعُدت للرسم سراً من جديد
ويوم كشفت لك السر وعرضت عليك ما ارسم رأيت في عينيك لمعة وأثنيت على صنعي
ليس هذا فحسب بل تمنيت ان تملك ابنتك مهارتي في الرسم ..
يومها تسائلت بداخلي كيف سأصبح لو انت في حياتي منذ ميلادي
بالتأكيد كنت سأدرس ما أحب واكون ما أحلم