السبت، 25 فبراير 2017

احكي وتسمع

دَعك من تِلكَ السذَاجَات يا عَزِيز فَمَا سَمِعتُ مِنكَ إِلاَ حَدِيثٍ نَاضجٍ وَتَجَارُبٍ مًثِيرَة
ودَعَنِي أَحكِي لكَ عَن تَجرِبَةٍ لَمْ تَعِيشُهَا قَطْ .. وَلاَ كَتَبَ اللهُ عَلَى أحدٍ أَن يُعَانِي مَا عَانيتهُ
لأولِ مَرةٍ سَأحَكِي تَجرِبة وتَسّمع..
كانَ لِي أبً تَحِسدُنِي عَليه نُجُومَ السَمَاءِ ذَاتِهَا، شَابٌ مِمَن يَقُولُونَ عَنه "مأصّل واِبن عِز"
لمْ نَلتقِي انا والخوفِ ابدًا طِيلةَ حَيَاة ابي، حتى وإن غابَ في عَمَلهِ كنتُ أجلس بِجوارِ بَابِ مَنِزلنا انتظرهُ باكية على يقين تام انه سَيَعود لِيمسح لي آثار لَسّع الشمُوع على كَفِي الصغير التي أذاقتني إياها امي في غيابه فهى لم تجرؤ على فعلتها ابداً في وجودهِ ومؤكد سينهرها فورَ عودته.
لكن للموتِ ذوقٌ رفيعٌ يختارُ بهِ، وقدّ كان .. إختار ابي وهو في عامه التاسع والعشرين بعد صراع ثلاثة سنوات مع مرضٍ خبيث .. امرَ الله ولا إعتراض على قضاءه .. لكن، أتذكر ماحدثتكَ عَنهُ بِخُصُوصِ لَسعِ الشمُوع؟ 
لكَ أن تَتَخِيّلَ مَا عَانيتهُ بَعدَ ابي مَعهَا، والأمُر يختلف كُلياً بعدَ وفاتهِ لأنهُ لَن يَأتِي لِيثأرَ لِي او يَكفَّ عنّي أذى!
"فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ" ولا أظنها اقامت وَزنًا كَافيًا لِتلكَ الآيَة في تَعَامُلِهاَ مَعِي حَتَى أنني لم اشعرُ باليتمِ أصلا إلا معها,,
ومن فرط ما خوفتُ يا عزيز بعدَ غِياب ابي قُتِلَ فيِّ الإِحساس كله .. حتى إِحساس الخوف ذاته صِرنَا أصدقاء فلم يَعد يُخيفُني!!!
تلك هى التجرِبة وسَأتوقفَ عَنِ الحَديثِ الآن؛ لِشدة ما يؤلِمُني تذكرها، لكنِ حتمًا سأُكمل لكَ لاحقًا.




ليست هناك تعليقات: